صانع الماسكات






أثناء عمله كمهرج بالسيرك ، كان عليه دوماً أن يحتفظ بتلك الإبتسامة الساذجة ، فما هو سوي أداة ترفيه ،



وذات يوم سأم الإبتسامات الزائفة المصطنعه ، سأمها حد الإرهاق ، نصحه كثير من المهرجون أن يستخدم ألوانه ويرسم بسمة واحدة لا تتغير ، وأقسموا له .. لن يلحظ أحد الفرق ، فكل من يرد السيرك يبحث عن أي بسمة وبرغم هذا لا يلحظون الفرق ، فهم يبحثون عن أي بسمة ترضيهم ، وفي كل مرة يرفض ،



وفجأة طرأت له فكرة ، بدلاً من أن يلوث ألوانه بكذب البسمات ، فليصنع ماسكات عديدة .. ذات ابتسامات مختلفة ، فبهذا سيحقق المعادلة الصعبة ، لا تكرار للإبتسامات ولن يتحمل عناء الإبتسام عنوة ،



وفعلاً .. صنع عدة ماسكات مبتسمة ، إلا أنه انساق وراء صنع الماسكات ، أدمن اللعبة ، صنع مئات الماسكات ، ضاحك وباسم وغاضب وحالم ونكد وغادر وحاقد ولئيم ، ماسكات بكل الصفات ، علي مسرح السيرك يرتدي تلك التي تحمل الفرح ويبدل بينها ، غير أنه بعد فترة تأكد مما خبره به أصدقاءه المهرجون ، زوار السيرك لا يفرقون حقاً ،



رويداً رويداً ، تخلي عن ماسكات الفرح لماسك واحد ، وتخلي عن ملامحه لكل الماسكات ، وعلي حائط عريض .. علقها متجاورة ، وأخذ يبدل بينها ...



ذات مساء .. خلع جميع الأقنعة ،ونظرملياً لملامحه التي طالما أخفاها ،



تمعن ... مسح المرآة ... أكد النظر ... فرك عينيه كثيراً ... لم يتغير المشهد ، حاول أن يزيل ذلك الماسك الأحمق الذي لا يتغير ، جاهد كثيراً إلا أنه كان وكأنه التصق به ، كسر مرآته ومزق وجهه وتجمهر المهرجون عليه يصرخ ،
" تهت بين ماسكاتي " .




0 comments:

Post a Comment

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...