الملكه ناريمان


ناريمان حسين فهمي صادق وشهرتها الملكة ناريمان (31 أكتوبر 1933 - 16 فبراير 2005)، الزوجة الثانية للملك فاروق الأول وكانت حينها في سن السادسة عشر حين انجبت له ولى العهد أحمد فؤاد الثاني الذي تولى العرش وهو لم يتجاوز الستة أشهر تحت لجنة وصاية برئاسة الأمير محمد عبد المنعم وذلك بعد تنازل الملك فاروق عن العرش مجبرا تحت رغبة الجيش المصري بقيادة الضباط الاحرار.

ولدت بالقاهره قي 31 أكتوبر 1933 والدها هو حسين فهمى صادق وكيل وزارة المواصلات وهو نجل على بك صادق من أعيان مصرقي ذلك الوقت وآخر منصب تقلده قبل وفاته هو سكرتير عام وزارة المواصلات اما والدتها فهى أصيله هانم ابنة كامل محمود من اعيان محافظة المنيا.

عاشت ناريمان طفوله سعيده فهى ابنة وحيده انجبها والداها بعد عدة محاولات فاشلة للانجاب ولم ينجب أبواها سواها وكان والدها يخاف عليها بشده للحد الذي جعله يفضل عدم الحاقها بمدارس اللغات البعيده عن السكن على ان تلتحق بمدرسه مصرية عاديه كانت تلاصق الفيلا التي تعيش فيها مباشرة وتوقف تعليمها عند المرحلة الثانويه وكانت قي هذه السن جميلة رقيقـة هادئة كرس لهـا والداها كل جهودهما فعرف عنها الادب الشديد وبدأ الخطاب يطرقون بابها مبكرا

حتى جاءها العريس الذي وافقت عليه هي وأسرتها وخطبت إلى الدكتور محمد زكي هاشم المحامي المعروف وتم تحديد موعد الزفاف وجاء اليوم الذي ذهبا فيه لانتقاء خاتم الزواج من أحد كبار تجار المجوهرات.

قصص كثيرة وروايات نسجت عن ظروف وملابسات ارتباط الملك فاروق ملك مصر السابق بالفتاه الارستقراطية الجميلة ناريمان لم تتفق الروايات جميعها على التفاصيل حيث حفلت كل قصة بسيناريو مختلف ولكن معظم بل كل هذه الروايات اتفقت على ان اللقاء الأول بين الملك وناريمان كان قي محل أحمد باشا نجيب الجواهرجي في شارع الملكة فريدة المعروف الآن باسم شارع عبد الخالق ثروت.

في أول ظهور للملكه الجديده بعد الزفاف ظهرت ناريمان بكامل اناقتها ترتدى ملابس لونها اسود وتركب سياره ماركة كاديلاك حمراء وهي في طريقها إلى مسجد الرفاعي لزيارة قبر الملك فؤاد والد فاروق وزارت القبر وقرأت الفاتحة على روحه واعتبر الكثيرون ان هذا الموقف هو البدايه الأقوى لانضمام ناريمان إلى العائله المالكه حيث ذهبت إلى قبر والد الملك في لفته تعبر عن الاحترام والانتماء والاهم الالتزام. بعد ذلك قضى فاروق وناريمان شهر عسل ملكيا بدأ بالسفر على اليخت الملكى الخاص به واستمر ثلاثـة أشهر في دول أوروبا تكلف حسبما جاء قي بعض الكتابا ت 300 ألف جنيه وكان فاروق طوال أيام شهر العسل الذي امتد ثلاثة اشهر يوقظ ناريمان على هديه جديدة وقيمة.

تنوعت الهدايا بين عقد من اللؤلؤ وخاتم من الياقوت حتى حلوى الشيكولاته المحببه إليها ومشروب السحلب البلجيكى الذي تحبه وتفضله ومرت أيام جميله ثلاثة أشهر من الحب والغرام والعسل جمعت بينهما رحله ملكيه بمعنى الكلمه كان فاروق يجيد فن معاملة المرأه ولهذا أغدق عليها الهدايا وكلمات الاطراء والحب ونزل فاروق والملكة البحر وتم التقاط صور لهما وهما بلباس البحر وتظهر فيها بالمايوه وعندما أحست ناريمان بنوع من الدوار وهو مؤشر على أنها حامل حجز فاروق سفينة الركاب الملكية كاملة لعودة الملكه بطريقة مريحة مفضلا عدم العوده على اليخت الملكي وعاد الملك والملكه لينتظرا الحدث السعيد مولد ولي العهد. قي يوم 16 يناير 1952 دوت في ليل القاهرة الساكن طلقات المدفعيه حيث تم إطلاق 101 طلقه في الساعة السادسة والثلث صباحا اعلانا عن مولد أول طفل لفاروق قبل موعد ولادته الطبيعية بشهر واحد هو الأمير أحمد فؤاد.

كان وقع الخبر على الملك سعيدا واقترب بعد الولادة من ناريمان وأخذ يديها وقبلها وقال لها حسنا فعلت يا نانى وهو اللقب الذي كان يطلقه عليها وبعد ولادة ولي العهد تغير فاروق وكان ينام بالقرب من سرير ناريمان حتى يكون قريبا من الأمير الصغير كان وزن ملك المستقبل 7 ارطال وربع الرطل والطبيب الذي أشرف على عملية الولادة منحه الملك لقب الباشوية.

كانت فرحة فاروق بولي العهد أكبر من أي فرحة عاشها وسعادة ناريمان كذلك حيث بدا زوجها قي صوره مختلفه عن ذي قبل وأسرف في تدليل ناريمان كما بالغ في العنايه بولي العهد الجديد وأصبح شديد الالتصاق بالملكة عقب الولادة وأغدق عليها الهدايا وزادت الساعات التي كان يقضيها في حجرة الأمير الصغير كانت مشاعر طبيعية تعبر عن أبوه جارفة. ورغم أن مولد ولي العهد كان حدثا سعيدا إلا أنه جعل الأمير محمد علي (75 عاما) يبكي بعد أن سمع من داخل قصره المنيف بالمنيل طلقات المدفع لحظتها عرف أن ملك مصر ذهب بعيدا عنه حيث أن الأمير محمد علي كان وليا للعهد ورقم 2 بعد فاروق نفس المشاعر شعر بها ابن عم فاروق الأمير عبد المنعم والذي كان يبلغ من العمر 52 عاما وترتيبه في خلافه الملك رقم 3 وتأكد الكل أن ولي العهد الجديد هو ملك مصر القادم.

لم تستمر طويلا سعادة الملك فاروق والملكة ناريمان بمولد ولي العهد الجديد الأمير أحمد فؤاد حيث تصاعدت المشكلات في مصر وتأثرت الحياة السياسية ودخلت البلاد م

رحلة مضطربة شهدت خلالها احداثا ج سام أبرزها حريق القاهرة ومعركة الشرطة قي الإسماعيلية. لم يكن يتخيل الملك أن القدر سيكون عليه قاسيا لهذه الدرجة ولم تكن تتوقع الملكة أن بداية النهاية قد حلت. ففي اللحظة التي تحققت فيها أمنيتهما الغالية بمولد ولي العهد والملك المقبل الذي سيجلس على عرش مصر

ويخلد اسم فاروق واسم والده الملك فؤاد جاءت النهاية المأساوية وفقد فاروق الأول عرش مصر وفقدت ناريمان التاج بل وأجبرا على مغادرة مصر تاركين خلفهما كل شيء: السلطة والجاه والثروة والملك والأهم الوطن. كان عمر الملكة في هذه اللحظات المثيرة دون العشرين ولكن الموقف الذي كانت تواجهه بكل تأكيد أضاف لعمرها سنوات كثيره فقد كان موقفا لم تحسب حسابه وجاء في غير وقته ولا أحد يتمناه لها سوى خصومها.

قامت الثورة قي ليلة 23 يوليو 1952. كانت ثورة ناجحة والهدف الأهم لها هو طرد فاروق واسقاط الملكيه وكانت ناريمان تتابع كل ما يجري حولها وهي غير مصدقة ما يحدث قي لمح البصر تغيرت الأوضاع وانقلب الجميع على زوجها الملك وأصبح عليها أن تواجه المصير الجديد فهي الآن ملكة مصر وفي نفس الوقت أم الملك الجديد وعليها ان تقف بجوار زوجها

تم تعيين الأمير الصغير أحمد فؤاد الثاني ملكا على البلاد خلفا لوالده فاروق المعزول ورحل فاروق عن البلاد ومعه ناريمان وولى العهد وبناته من الملكة فريدة وودع شقيقاته وتحرك يخت المحروسة إلى ايطاليا وظلوا قي ايطاليا ثلاثة ايام وصـل فاروق وناريمان إلى كابرى وسجل فاروق نفسه قي الفندق صاحب الفخامة الملكية الامير فاروق فؤاد أمير مصر وكان يقضي وقته في هذه الأثناء في اصطحاب الاميرات الصغيرات للسياحة وبعد أقل من شهرين غادر فاروق كابرى إلى كارل حيث استقر هناك قي قصر يضم 30 حجره يقع على جبال الالب خارج روما كان فاروق حريصا على ارضاء عائلته وكان حريصا أكثر على أن تعيش حياة كريمة ولكن لأسباب وأسباب نشبت مشكلات بينه وبين ناريمان الجميع يتوقع أن توحد بينهما الظروف الجديده وتدفعهما للتماسك في مواجهة الظرف الصعب لكن فيما يبدو أن الخلافات كانت أكبر من ذلك.

بعد مرور 3 اشهر انفصل فاروق عن ناريمان بعد أن أصبح من الصعب استمرار الحياه بينهما فالغربة بالتأكيد جعلت الملكة غير قادرة على تحمل الملك المنفي وتغيرت حياتهما قي لمح البصر وضاعت معها فرحتهما بالأمير الصغير ولم تعد هناك أية بارقة أمل في الإصلاح ولا في استمرار الحياه الزوجية.

عادت ناريمان إلى مصر ولكن فاروق رفض أن يترك لها الملك الصغير وخيرها بين البقاء أو العودة بدون ابنهما وعاش الامير الصغير مع والده ولم تشاهده ناريمان الا بعد مرور عامين حيث سمح لها فاروق أن ترى ابنها لأول مرة قي عام 1955 رحبت الثورة بذلك ومنحتها جواز سفر مصري بل وسمحت لها بدخول القصور الملكية المصادره للحصول على بعض المتعلقات الخاصة بها. أقامت ناريمان دعوى أمام محكمة مصر الجديدة الشرعية وجاء قي إعلان الدعوى القضائية التي رفعتها أن الملك لم يحسن معاشرتها وانما قسا عليها بما لا يستطاع معه دوامالعشره وقعت ناريمان وثيقة الطلاق وتنازلت عن نفقتها الشهرية.

حصلت الملكة ناريمان على الطلاق من الملك فاروق قي فبراير عام 1954 بعد زواج ملكى دام 4 سنوات الا 3 أشهر وفي عام 1953وتحديدا قي 18 يونيو أقصى مجلس قيادة الثورة الملك الصغير أحمد فؤاد رسميا عن حكم مصر وكان عمره وقتها 18 شهرا وبهذا التاريخ وضعت الثورة النهاية المؤكدة لأسرة محمد علي التي حكمت مصر 148 عاما.

بعد مرور 3 أشهر على توقيع وثيقة الطلاق تقابلت ناريمان مع شاب مصري تلقى تعليمه الجامعى قي جامعة كامبردج بلندن وهو الطبيب أدهم النقيب من الإسكندرية. تقابل أدهم مع ناريمان لم تفكر الملكة السابقة ناريمان كثيرا ولم تتردد ويبدو أنه خطف قلبها وقلب الأم أصيلة هانم ولهذا تم الزواج سريعا وتحديدا في شهر مايو من نفس عام توقيع الطلاق الملكى وقالت ناريمان إنها سعيده بمحاولاتها أن تعيش مع زوجها الجديد ذي الدخل المتوسط من عمله في مستشفى الانجلو أمريكان بالإسكندرية. كان عمرها في ذلك الوقت 23 عاما وكانت ترد بشكل غير مباشر على أن السعاده والصفاء ليسا في القصور الملكيه ولكنها وجدتهما قي حياه بسيطه جديدة.

كان كلام ناريمان عن زواجها وحياتها الجديده مؤشرا قويا على أنها طوت كليا صفحة فاروق بحلوها ومرها وأنها كانت تترقب اللحظه التي ترتبط فيها بالزوج الجديد الشاب الوسيم الطبيب المتعلم في لندن. تم الزواج وحظي بالاهتمام الواجب بحدث زواج ملكة سابقة من شاب مصري وتابعته وسائل الاعلام، وأثمر هذا الزواج انجاب الملكة السابقة من زوجها الدكتور أدهم النقيب طفلا أطلقت عليه اسم أكرم وكانت فرحتها بالمولود كبيرة وعاشت سنوات من الاستقرار مع زوجها الجديد متفرغه تماما لتربية نجلها أكرم ورعايـة زوجها. لكن ما حدث عكس المقدمات تماما حيث حدث الخلاف فيما بينهما وبدأت رحلة من المشـكلات بينها وبين زوجها ولم تنجح في حلها بالطرق الودية والحوار المشترك

وتم تصعيد الموقف إلى ساحات القضاء والمحاكم وتدخلت الأم أصيلة هانم في الحوار الدائر والتوتر مع الدكتور أدهم النقيب وصعدت من حملتها ضد زوج ابنتها ناريمان والذي كان رافضا بشكل قاطـع أن يمنح ناريمان حريتها والموافقه على طلاقها منه وبدأ يجاهر للصحافه بأنه لن يمنحها الطلاق وسعت الأم أصيلة هانم بشده من أجل ابرام اتفاق معه لطلاق الملكة السابقة حيث أرسلت وسيطا يتفاوض مع الدكتور أدهم النقيب لكنه رفض وقال ان الحوار يجب أن يكون مع ناريمان وحمل الأم المسئولية كاملة عن انهيار الزواج.

أمام إصرار ناريمان على الطلاق وافق الدكتور أدهم على طلاقها في عام 1964 بعد زواج دام 10 سنوات كانت ثمرته ابنا هو أكرم الذي اشتغل بالمحاماة في الإسكندرية. يتحدث أكرم النقيب عن هذا الزواج فيقول:

جاء زواج والدي من الملكة بطريقة عادية جدا ولعبت المصادفة وحدها دورها والموضوع ببساطة أن جدي أحمد باشا النقيب كان الطبيب الخاص للملك وللأسرة المالكة وكان بحكم عمله وعلاقته مع الملك موجودا بصفة دائمة في القصر الملكي وكانت ابنته عقيله ترافقه قي المناسبات وبسبب وجودها المستمر داخل القصر حدث تعارف بينها وبين الملكة ناريمان وكانت الملكة في ذلك الوقت في نفس سنها وتقربت منها كما تقربت من جدي وتوطدت العلاقة بينهما وقالت لي الملكة انها في ذلك الوقت وجدت في عقيلة النقيب رفيقة وصديقة واستمرت الصداقه حتى بعد سفري ومغادرتي لمصر وبعد عودتي من ايطاليا والطلاق فكرت على الفور في الاتصال بالصديقات اللاتي تربطني بهن علاقة قوية وكانت في مقدمتهن عقيلة النقيب وبدأنا في الالتقاء والزيارات وفي احدى المرات كنت في زيارة لشقتها في الزمالك وبالمصادفة قابلت هناك الدكتور أدهم النقيب وحدث التقارب منذ الوهلة الأولى وبعد فترة لم تطل من اللقاء الأول حدث الزواج وانتقلت إلى الاقامه بالإسكندرية في فيلا الدكتور أدهم النقيب.

يكمل أكرم جوانب القصه كما استمع إليها من والده الدكتور أدهم النقيب: في هذه الفترة كانت العلاقة مع الملكة على أكمل وجه والتفاهم بيننا كبير والمشاعر طيبة جدا كنت فخورا بها وهي كذلك ولكن وكأن الثوره تنتقم منها ومني لم يكتفوا بما فعلوه معها من تجريدها من كل شيء وعودتها دون ابنها وكان والدي قد تم القبض عليه وحاكمته محكمة الثوره وقضت المحكمة بعقوبة قاسية لا يستحقها طبيب ولا تستند إلى حقيقه وحرمت أنا من ممارسه الطب ولم أتمكن من العمل في عيادتي وتم مصادرة كل شيء وتم تجريدي من كل شيء حتى الكرامة كل هذا المناخ كان سببا فيما حدث بيني وبين الملكة ناريمان فهذه الظروف لم تساعدنا على الاستقرار، حياتنا تأثرت ومزاجنا تعكر لم نعد نستمتع بالأشياء ولا بالأيام ولا بالمناسبات وزادت الضغوط والاستفزازات وكان من نتيجة ذلك تكرار المشكلات لم تكن هي المخطئه ولم أكن أنا كذلك كلانا كان يعيش ظروفا صعبة ومر بتجربة قاسية.

يواصل أكرم الكلام على لسان والده فيقول لم يثمر الزواج أطفالا حتى مولدى قي 28 مارس 1961 كان والدي يقول لي الظروف النفسية غير المستقره لم تساعدنا على حتى مجرد التفكير قي الانجاب والثوره لم تتركنا نعيش مثلما يعيش باقي الناس ولكن شاء القدر أن ننجب. كانت سنوات مضطربه بسبب الظروف السياسية التي تعرض لها والدي والملكة. يقول أكرم حرم والدي من ممارسة الطب وأمي الملكة كانت سيدة مدللة طوال عمرها ولكن الظروف تغيرت فلم تعد تتحمل الواقع الجديد المؤلم ولم تعد قادرة على مواجهة كل ما يحدث من حولها وما يحدث لزوجها

بعد هذا الانفصال بعام واحد دخلت الملكة السابقة ناريمان تجربه زواج جديده حيث تزوجت الدكتور إسماعيل فهمى قي عام 1967 وكان لواءا بالقوات المسلحة تخرج من كلية الطب عام 1957 وحصل على درجة الدكتوراه واخر منصب شغله هو نائب مدير إدارة الخدمات الطبيه بالقوات المسلحه وأحيل للتقاعد عام 1989 وظلت زوجته حتى وفاتها قي 16 فبراير عام 2005 عن عمر يناهز 72 عاما وفضلت قي هذه التجربه أن تعيش بعيدا عن الأضواء وعن الصحافة حيث كانت تسكن بشقه في مصر الجديده ولم تنجب من الزواج الأخير والسبب هو أن الطبيب المعالج لها نصحها بعدم الحمل حتى لا تتعرض حياتها للخطر وتقبل الزوج القرار دون مناقشة وضحى بعاطفة الأبوه مقابل الحفاظ على صحة وحياة الملكة.

لم يتحدث زوجها الدكتور إسماعيل فهمي عنها ولا عن زواجه منها وظل الزوجان قي حياتهما بعيدا عن كل شيء يذكرهما بالماضي، ربما أراد أن ينعم بحياته الزوجيه مع الملكة السابقة حتى لا تحدث المشكلات ويتكرر الانفصال، أوصدت الملكه السابقة باب شقتها في وجه كل من يحاول النبش في التاريخ، رفضت أن تكتب مذكراتها وتتقاضى عنها مبالغ كبيره وعاشت في النهاية سيدة بسيطة تحمل من صفات الملكة الكثير، حملت الاسم واللقب وكذلك نبل مشاعر الملكات ورقة شعورهن وعدم الفظاظه قي التصرف والسلوك.

عن كيفية حدوث هذا الزواج يروى زوجها الدكتور إسماعيل فهمي فيقول المصادفة هي التي وضعت الملكة في طريقي كان ذلك عام 1967 وكانت الملكة تمر بوعكة صحية وتحتاج إلى اجراء بعض التحاليل الطبية فطلب مني إبن عمها الدكتور علي عبد الفتاح أن أزورها في الفيلا التي تسكن فيها بمصر الجديدة لأخذ عينة دم من الملكة وبعد مرور يومين كانت نتائج التحاليل الطبية قد ظهرت وذهبت ثانية إلى الملكة ومعي نتيجة التحليل وفي هذه المقابلة تحدثت مع الملكة ودار بيننا حوار مشترك وكان الحوار بسيطا ودون تكلف وطبيعيا جدا ولحظتها شعرت بالتقارب والتفاهم وكانت ناريمان تتمتع بحضور كبير وبجاذبية خاصة وكررت زيارتها مرة ثالثة في الفيلا ولم يطل الوقت بعد ذلك كثيرا حيث تقدمت لطلب يديها للزواج وتم ذلك دون وساطه من أي شخص وكان رد الفعل منها طبيعيا وتلقائيا، أشياء كثيره جمعت بيننا وكما توقعت وافقت على الارتباط بي ووجدت القبول منها سريعا وتم الزواج قي شهر أغسطس عام 1967وأقمنا حفلا عائليا بسيطا ولم ندع إليه أحدا خارج محيط العائلة والأسرة.

في نهاية شهر يناير عام 1969 تعرضت الملكة ناريمان لأزمه صحية صعبة وخطيرة بسبب إصابتها بنزيف داخلي في المخ. على الفور حضر الدكتور سيد الجندي الطبيب الشهير والمتخصص قي جراحة المخ والأعصاب وبعد أن فحصها نصح بنقلها فورا إلى المستشفى وظلت تتلقى العلاج داخل المستشفى لمدة شهر كامل دون أن يطرأ على حالتها أي تحسن يذكر. كان لابد من عمل أي شيء لإنقاذ الملكة وبعد استشارة الأطباء سافرت إلى باريس يرافقها زوجها الواء طبيب إسماعيل فهمي وأجريت لها عملية جراحية خطيرة وقد كتب الله سبحانه وتعالى لهذه العملية النجاح وعادت الملكة إلى مصر قي فبراير 1969 معافه دون أن تترك العملية أي آثار عليها ولكن في السبعينات بدأت الملكة تشعر بالصداع كما بدأت تتأثر من أي شيء وتغضب سريعا وقد كان كل هذا من الآثار المتوقعة بعد العملية كما أخبرها الطبيب الذي أجرى لها العملية ومن الآثار التي ترتبت على المرض أيضا عدم الانجاب حيث نصحها الأطباء بعدم الحمل خوفا من ارتفاع ضغط الدم ومن عام 1990 بدأت تشتد نوبات الصداع وفي عام 2002 بدأت الحاله تتدهور وكانت قد سقطت قي الحمام ودخلت مستشفى كليوباترا بمصر الجديده للعلاج من اثر السقوط حيث نتج عن سقوطها كسر قي عظمه الفخذ وفي عام 2004 أصيبت بالتهاب رئوى ودخلت المستشفى وفي آخر 3 سنوات لم تكن تنزل من البيت إلا للضرورة القصوى وقد أصيبت في الفترة الأخيرة بغيبوبة نقلت على أثرها إلى المستشفى حيث توفيت قي الثامنة صباحا من اليوم العاشر لدخولها المستشفى يوم 16/2/2005 ليسدل بذلك الستار على حياة مليئه بالمعاناة.

0 comments:

Post a Comment

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...