تقول الحكاية ان شقيقة الشاه الاميرة شمس، أرسلت اليه صوراً لثريا الطالبة التي تدرس في لندن، فأعجب بها واتصل بأبيها الذي اقترح عليها القيام برحلة الى طهران، وافقت الشابة الصغيرة ومرت بباريس قبل وصولها الى ايران، هناك التقت الاميرة شمس اخت الشاه فتزودت منها بالتعليمات عن كيفية التصرف امام الشاه وكيف تحدثه وبماذا تجيب على اسئلته، رسمت الاميرة شمس لضيفتها صورة متكاملة للشاه.
و يُقال أن عمة ثريا دبرت تلك الزيجة بالاتفاق مع والدة الشاه التي كانت تهفو الى حفيد ذكر يرث عرش ايران، وذلك بعد طلاق الشاه من الاميرة فوزية، شقيقة فاروق ملك مصر، التي انجبت له ابنة.
وفي عام عام 1951 اقترنت الحسناء المدهشة بجمالها ابنة التاسعة عشر ربيعاً بشاه ايران الذي كان معروفاً بمغامراته العاطفية وصداقاته السرية والعلنية لنساء يسعين وراء الشهرة والعيش المترف.
حضر كريستيان ديور بنفسه شخصياً إلى ايران حاملاً معه فستان الزفاف الذي كان يزن عشرين كيلوغراماً ويحوي 35 متراً من الاقمشة المطرزة بالفضة والمرصعة بالماس والذهب ، وكان شهر العسل جميلاً وحالماً كليالي شهريار. تحولت ثريا الى نجمة الخمسينات في الاوساط الاجتماعية، وتابعت الصحف الشعبية والمجلات النسائية أخبار الامبراطورة الجديدة. دخلت في التفاصيل الصغيرة والكبيرة، وانشغلت المجتمعات الراقية بتداول اخبارها. انتهت القصة الجميلة في 4 آذار 1958 ظهرت عناوين الصحف العالمية بعنوان عريض: " الشاه يطلّق الامبراطورة ذات العينين الحزينتين"
لم تنجب ولي العهد فأنهار زواج " الأميرة الملكية " وهو اللقب الذي اطلقه عليها زوجها ملك ايران الشاه محمد رضا بهلوي، وأسدل الستار على حكاية حب حركت مخيلات المراهقات المعجبات بالسندريلا الجميلة والطامحات الى العيش في القصور، والحصول على الجاه والسلطة. لكن الحكاية لم تبق ذلك الحلم الجميل بل تحولت الحياة المشتركة الى كابوس، انتهى بالطلاق بعد سنوات سبع من الزواج . زواج نجمة الجمال الإيرانية ثريا اصفندياري، المرأة الساحرة، ذات العينين الخضراوين والوجه الحسن، والشاه الشهير. لم يكن للطلاق من سبب سوى عدم حصول الشاه على ولي عهد ذكر يؤهله لولاية ايران، بعد ان كان قد تزوج سابقاً من الاميرة المصرية فوزية ابنة الملك فؤاد والملكة نازلي، التي لم تنجب للشاه سوى فتاة هي ابنتها الوحيدة شهناز. وولاية العهد تتطلب ذكراً لم تنجبه الزوجة الثانية العاقر ثريا..!
كيف جرى هذا الحدث المؤلم: أشارت الصحف في ذلك الوقت الى أن الساعة كانت تشير الى الرابعة بعد الظهر في باركشتراس في مدينة كولونيا الالمانية، داخل فيلا اثرية الطراز، انيقة، كتب على بابها "سفارة ايران الامبراطورية". داخل احدى قاعاتها جلس عم ثريا "اسد بختيار" موفد الشاه ليعرض أمام ابنة أخيه ثريا الامبراطورة الصفقة التي تم التوصل اليها مع الشاه، كانت صامتة، ساهمة، حزينة الوجه. اقترح عليها الشاه الموافقة على زواجه من امرأة ثانية لأنها لم تنجب له ولي عهد يرث عرشه من بعده او توافق على الطلاق. دمعت عينا الجميلة، ثم اعلنت أمام عمها أنــــها تفضل الطلاق. هكذا انتهت حكاية الحب، لم تفاجأ ثريا بالحدث، لكنها اعترفت فيما بعد أنها لم تتوقع أن يتم ذلك بمثل هذا العنف والسرعة ومن دون مراعاة لمشاعرها. كـــانت ثريا في اجازة للتزلج في سان مورتيز برفقة امها الألمانية الاصل واخيها بيجان وعدد من افراد الحاشية. بدت سعيدة ومشعة كما هي العادة وتفننت الصحافة الأوروبية في التقاط الصور لها في اليومين الاولين، لكن في اليوم الثالث بدأت علائم القلق تظهر على وجهها، وتزداد تعبيرات الالم يوماً بعد يوم لأن أي مكاملة من طهران لم تصلها. بقيت اياماً بلياليها في الفندق تنتظر اتصالاً. شعر الكثيرون ممن حولها بقلقها. أرسل اليها المئات بـــاقات الورود بعد أن توقف الشاه عن إرسال الستين وردة التي كان يهديها كل يوم لزوجته. في 24 آذار توجهت العائلة الى كولومبيا لزيارة والد ثريا القنصل الذي كان قد كسر إحدى ساقيه، باحت ثريا للوالد بهواجسها ولامت الشاه على نسيانه لها، لكن الوالد اضطر أن يوضح لها الأمر ويضعها أمام الواقع والحقائق التي يعرفها. قال لها بصراحة: لم ينسك وانما هو يحاول ان يجد حلاً لمشكلة ولاية العهد.
أما الشاه فكان في ذلك الوقت ينتظر نصيحة مجلس الحكماء الذي أكد له ضرورة الحصول على وريث.
اختارت ثريا الطلاق بدل العيش مع ضرة تنافسها في الحياة وفي قلب من أحبت. بعد طلاقها تاهت ثريا في دول اوروبا ولم تعد الصحافة تهتم بأخبارها، جاءت فرح ديبا لتحتل عرش الامبراطورية الايرانية ولتنجب ولياً للعهد هو سيروس ريضا، هذا الولي الذي تطلب الحصول عليه ثلاث زوجات وطلاقين
وعاشت ثريا حياة قلقة بعد طلاقها، وكانت ترتاد حفلات المجتمع الاوروبي الراقي، واقامت متنقلة ما بين باريس وماربيا، من دون ان تتزوج ثانية. كما جربت تحقيق حلم طفولتها في ان تصبح ممثلة، وقامت ببطولة فيلم ايطالي بعنوان «الوجوه الثلاثة لامرأة»، لكن الفيلم اختفى بسرعة من دور العرض، وقيل ان الشاه اشترى كل النسخ لأنه لم يكن راضياً عن تحول الامبراطورة الايرانية السابقة الى نجمة سينمائية.
وفشل الفيلم، لكن ثريا احبت فرانكو اندوفينا، احد الثلاثة الذين اشتركوا في الاخراج. لكن الحبيب الشاب لقي مصرعه في حادث طائرة، فترسخت فكرة «لعنة ثريا» التي تصيب كل من يقترب منها.
وفي عام 1991 نشرت الامبراطورة التي صار لقبها «الاميرة ذات العينين الحزينتين» كتاباً تروي فيه سيرتها، اختارت له عنوان «قصر العزلات». وذكرت في الكتاب انها بكت شاه ايران بحرقة عندما توفي في منفاه في القاهرة عام 1980، وقالت: «لقد احببت رجلين في حياتي، وانتهى الحب بمأساة في كل مرة».
وقالت : " من الممكن ان يتنازل الملك فى اوروبا عن العرش لأجل محبوبته ولكن فى الشرق مستحيل..! " . قالت قبل وفاتها بقليل :" كنت اتمنى دائما ان يأخذ الله منى نعمة الجمال ويعطينى نعمة الأمومة "
وماتت ثريا وحيده عام 2001
لقد طلقها الشاه لأنها لم تنجب ولياً لعرشه، وتزوج بمن انجبت له البنين، لكن وريثه منفي في كاليفورنيا، ولم يقدر له الجلوس على العرش الموعود.
هُناك فيلم تلفزيوني اسمه "Soraya " يتناول قصتها الفيلم بيحكى احداث اكتر ومعامله جميله بجد الفيلم التلفزيوني الذي اخرجه الاسباني الاصل لودفيغو غاسبارني، عام 2003 . هو من انتاج الماني فرنسي مشترك، وأطلق في ايطاليا بعد اشهر قليلة على وفاة “الاميرة الحزينة ثريا اصفنداري بختياري”، بحسب اللقب الذي اغدقته عليها الصحافة الغربية من بين القاب اخرى.
اقتبست قصة الفيلم عن مذكرات الأميرة ثريا اصفنداري، ثاني زوجات شاه ايران المخلوع محمد رضا بهلوي، وحبه الحقيقي الوحيد، بحسب زوجته الأخيرة الشاهبانو فرح ديبا بهلوي.
تلعب الممثلة الجميلة وملكة جمال ايطاليا لعام 1995، انا فيلا، دور الاميرة ثريا، يشاركها التمثيل الممثل التركي الوسيم ايرول ساندر بدور الشاه.
يتناول الفيلم قصة زواج الشاه من الاميرة ثريا، بعد طلاقه من الاميرة فوزية ابنة الملك فؤاد الاول وشقيقة الملك فاروق ملك مصر، ثم طلاق الاثنين بسبب عدم انجاب ثريا لولي العهد.
0 comments:
Post a Comment