شاه إيران رضا بهلوى Shah of Iran Reza Pahlavi


رضا شاه بهلوي (بالفارسية: رضا شاه پهلوي) (1878-1944), هو شاهنشاه إيران ومؤسس سلالة بهلوي حكم ما بين أعوام 1925 و1941، خلفه إبنه محمد رضا بعد أن أجبره غزو بريطاني- سوفييتي مزدوج على التنحي.

وقد كان قائداً على فرقة القوزاق الفارسية في عهد دولة القاجاريين. قام سنة 1921 م وهو على رأس وزارة الحربية (الدفاع) بحل الحكومة.

تولى ما بين سنوات 1923-1925 م منصب رئيس الوزراء. بعد أن قام بخلع آخر الشاهات القاجاريين سنة 1925 م، أجبر البرلمان (المجلس الوطني) على أن ينتخبه شاهاً على البلاد.

مؤسس أسرة بهلوي في إيران، والتي حكمت البلاد بعد سقوط الأسرة القاجارية.

اسمه رضا عباس قلي خان، اتخذ لقب بهلوي وهي تعني صاحب الجلالة قبل سقوط حكم القاجاريين.

ولد في بلدة سوادكوه في إقليم مازندران سنة 1878، لأم قوقازية وأب قتل عندما كان رضا طفلا رضيعا.

انتقلت أمه للعيش في طهران ثم تزوجت فكفله خاله الذي أودعه لدى أسرة الجنرال تومان كاظم خان، وهو عسكري كان صديقا للعائلة.

بسبب صلته بالجنرال تومان كاظم انتظم رضا في سلك الجندية منذ الخامسة عشرة والتحق بفرقة القوزاق.

أبدى العسكري الشاب شجاعة في القتال ضد الثورات والاحتجاجات على السلطة في خراسان و كردستان و لورستان وترقى حتى نال رتبة عميد في أعقاب الحرب العالمية الأولى ثم عين قائدا لفرقة القوازق.

امتاز رضا عباس بشخصيته القوية وحزمه الشديد واستبداده الشديد، وعرف بولائه للسلطة وكرهه لأي محاولات للخروج عنها.

لفت نظر الإنجليز وكانوا آنذاك أصحاب النفوذ الأقوى في إيران، وبات بحكم صفاته الشخصية المرشح لتولي السلطة والتصدي للثورة الشيوعية التي بدأت تجتاح آسيا الوسطى وتوشك أن تكتسح إيران.

عام 1905 هزمت اليابان روسيا وقدمت الهزيمة الروسية فرصة ذهبية للمثقفين الإيرانيين للتمرد على الشاه، والمطالبة بديمقراطية دستورية، وتحركت ثورة شعبية دعمتها الولايات المتحدة سرا، وكانت واشنطن آنذاك تتلمس مواضع أقدامها في الشرق الأوسط ، طالب الثوار بوضع حد للفساد وتقييد منح الامتيازات، وتشكيل حكومة على أسس ديمقراطية دستورية.

بحلول نهاية السنة وضع دستور استمدت بنوده من الدستور البلجيكي وصادق عليه الشاه لكن ذاك النصر للديمقراطيين الدستوريين كان انتصارا قصيرا إذ انقلب الشاه محمد علي الذي جدد تحالفه مع روسيا وبريطانيا على الدستور، فتجددت الثورة وعمت الفوضى البلاد حتى تخلت بريطانيا وروسيا عن الشاه ونجحت قوات الدستوريين في خلعه ونصبت مكانه ابنه الصغير احمد.

شكل الدستوريون الجندرمة واستقدموا الأمريكي وليم مورغان شتر مستشارا اقتصاديا لمعالجة مشكلات البلاد المالية، وكان الرجل يضمر كراهية أمريكية تقليدية تجاه الامبريالية الأوروبية والتي كانت آنذاك ممثلة بروسيا وبريطانيا.

في تلك الأثناء تنامت فكرة أن إيران للإيرانييين وكانت هذه المبشر الأساسي بجميع التغيرات اللاحقة والتي اثر فيها كثيرا الصحفي الإيراني الليبرالي سعيد ضياء الدين طبطبائي وصديقه العسكري رضا عباس، وفي عام 1921 زحف قائد لواء القوزاق إلى طهران لحماية الشاه من اضطرابات كادت تطيح به، واعتقل 60 سياسيا بارزا واقنع الشاه أنه جاء لحمايةالملكية، وأصبح رجل إيران القوي.

في ذلك العام عين رضا نفسه وزيرا للحربية عام 1921 وعينه الشاه رئيسا للوزراء عام 1923.

أوعز رضا بهلوي لأنصاره بتحريك مظاهرات عنيفة في الشارع الإيراني مطالبة بسقوط الشاه، وأظهر نفسه في صورة الزاهد في الحكم وتقرب في تلك الأثناء من علماء الشيعة وزار النجف و قم لتعزيز علاقاته مع المرجعيات الدينية ذات التأثير القوي على الشارع.

ولم تمض سنتان على تعيينه رئيسا للوزراء حتى اطاح رضا خان بحكم القاجار وتم تعيينه شاها للإيران عام 1925، ومنح لقب رضا شاه بهلوي ولم يعارض صعود رضا إلى العرش سوى أربعة أعضاء بمجلس القوزاق الذين قادوا الانقلاب ضد القاجار احدهم قومي إيراني هو محمد مصدق.

في غضون سنوات قليلة تحول الشاه الجديد إلى ديكتاتور مستبد، جمع كل السلطات بيده، وقيل إنه كان يضرب وزرائه بيده أو يركلهم برجله إذا عارضوه أو تأخروا في تنفيذ طلباته.

أمر بالعلمانية وحارب الحجاب وأمر بالسفور وتقليد الأوروبيين, بل أمر الشرطة بخلع الحجاب عن وجوه النساء وقمع علماء الدين واتبع سياسة القمع والإرهاب ضد معارضيه فقضى على كل مظاهر المعارضة.

مقابل القمع اهتم رضا بهلوي بالاقتصاد فشق الطرق وبنى المصانع والمعامل والجامعات ومد السكك الحديدية, وفتح الباب على مصراعيه للشركات الأجنبية في الاستثمار بإيران والتنقيب في حقول النفط الغنية، وتنافست الشركات الأمريكية والألمانية مع الشركات الإنجليزية والروسية، وإن كانت كفة الشركات الألمانية أرجح إذ بلغ عددها 351 شركة في مقابل 285 شركة إنجليزية.

رفع الشاه الجديد شعار تقليل النفوذ الاجنبي في إيران وصمم على بناء جيش قوي لبلاده، ولجأ الى الأميركيين لاعادة التوازن مع البريطانيين وقدمت طهران امتيازات نفطية للشركات النفطية الأمريكية الكبرى وتغلغل النفوذ الامريكي في إيران بعد ان طلب الشاه بعثة امريكية لتصنف موارد إيران المالية وتم تعيين الامريكي آرثر ميلسبو وزيرا للخزانة في إيران.

رغم تلك الجهود بدأ نظام رضا بهلوي يفقد شعبيته بسبب المصاعب الاقتصادية العميقة ولم يغير وجه إيران كما وعد ماولد حركة رد فعل اصلاحية تجمعت حول مصدق، لكن الأحداث أجلت ثورة مصدق أعواما.

عندما تفجرت الحرب العالمية الثانية أعلن رضا بهلوي الحياد التام ورفض الانضمام لأي حلف أو معاهدة دفاعية مع أي طرف من أطراف الحرب، لكنه بدأ يميل نحو الألمان عندما تطورت العمليات العسكرية لصالح الألمان خاصة بعد احتلال فرنسا سنة 1940، في إطار تقاربه مع ألمانيا النازية عقد الشاه رضا بهلوي اتفاقيات لتزويد ألمانيا بالمؤن والمواد الأولية والسلع الأساسية.

في تلك الاثناء قفز حجم التبادل التجاري بين إيران رضا بهلوي وألمانيا أدولف هتلر للضعف، وكان الشاه يأمل أن يتمكن عبر التحالف مع الألمان المنتصرين من التخلص من النفوذ الإنجليزي, وأن يسيطر على منطقة القوقاز من روسيا، وهي منطقة كانت تابعة للدولة الصفوية قبل ذلك بمائة سنة تقريبا.

كان رهان الشاه خاسرا إذ انقلبت موازين القوى عام 1941 بعد فشل الهجوم الألماني على روسيا، وبدأ الألمان يفقدون ما كسبوه من قبل، حاول الشاه آنذاك العودة لحلفائه القدامى فطلبت منه إنجلترا القبض على كل الألمان الموجودين بإيران وتسليمهم لها أو لروسيا باعتبارهم أسرى حرب، لكن خياره صار صعبا عندما طلبت منه ألمانيا مساعدتها في الهجوم على جنوب روسيا وتمرير السلاح والعتاد للعراق لمساعدة رشيد عالي الكيلاني في ثورته ضد إنجلترا.

تزايدت ضغوط إنجلترا على الشاه لاعتقال الألمان في إيران وحاول المناورة لكن الحلفاء كانوا قد حسموا خيارهم بالتخلص من الشاه وتنصيب ولي عهده الشاب محله، عام 1941 تقدم الروس من ناحية الشمال واحتلوا أذربيجان, وتقدم الإنجليز من ناحية الغرب وضربوا الموانئ الإيرانية, وتحت الضغوط العنيفة تنازل الشاه رضا بهلوي عن الحكم لولده الصغير محمد بعد 23 يوما من بدء الهجوم الروسي الإنجليزي على إيران.

نفي رضا بهلوي إلى مومباي في الهند، ومنها إلى جزيرة موريشيوس ثم إلى جوهانسبيرغ في جنوب أفريقيا.

توفي يوم 25 حزيران/يونيو 1944.

كان رضا خان يتمتع بدعم قوي وسط قيادات الجيش، الشيء الذي مكنه من أن يقوم بعملية إصلاحات على الطريقة الكمالية (في تركيا) رغم المعارضة الشعبية. تميز حكمه بالشمولية (الدكتاتورية). كان في صراع دائم مع المرجعيات الشيعية (رجال الدين). قام سنة 1934 م باستبدال اسم البلاد القديم "فارس" بـ"إيران" أي بلاد الآريين بعد أن قام بضم كل الاقاليم التي كانت تتمتع بحكم ذاتي مثل عربستان بلوشستان لرستان إلى الدولة الايرانية الجديدة أبدى رضا خان تعاطفاً مع الرئيس الألماني أدولف هتلر أثناء الحرب العالمية الثانية، تسبب موقفه في تدخل القوات البريطانية والسوفياتية وغزو إيران ثم عزلوه سنة 1941 م ثم نفي إلى جنوب إفريقيا.

حكم ابنه محمد رضا بهلوي (1919-1980 م) تحت الوصاية البريطانية والروسية حتى سنة 1946 م. قام بالتقرب من الولايات المتحدة في سياسته الخارجية ومن الغرب بشكل عام. بعد حصول نزاع بينه وبين رئيس وزراءه مصدق (والذي كان يحظى بشعبية كبيرة)، اضطر الشاه رضا إلى المنفى الإجباري سنة 1953 م. إلا أن الأمر لم يدم طويلا، تدخلت القوات الأمريكية ومعها الاستخبارات المحلية (السافاك)، قام هؤلاء بدحر كل قوى المعارضة الشعبية. قام رضا بهلوي باتخاذ إجراءات لعصرنه المجتمع والبلاد على الطريقة الغربية (منذ 1964 وسميت بالثورة البيضاء)، كما قام بانجاز العديد من المشاريع الكبرى. تم اتخاذ أكثر هذه التدابير في شكل إجباري وتعسفي. أدى هذا إلى توحيد قوى المعارضة (الشيوعيين ورجال الدين الشيعة) في وجه نظام الشاه. سنة 1979 م أجبر الشاه على ترك البلاد بعد قيام ثورة شعبية في البلاد قادها الزعيم الشيعي آية الله الخميني التي أصبحت إيران بموجبها جمهورية إسلامية.

0 comments:

Post a Comment

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...