تفاصيل الوطن


كل مرة اختلينا سوياً .. كان يستبقي ابتسامة حالمة علي كل ملمحٍ من ملامح وجوده الطاغي ، وكل مرة تعصف بي تلك البسمة البسيطة ، لم أعتدها أبداً ولم تفقد تأثيرها حتي بعد أن افترقنا ..

في رأس السنة الجديدة كان كل منّا بمكان بعيد جداً عن الآخر .. ورغم المسافات كنت أعلم جيداً تقاسيم اللحظات المترقبة القلقة لبداية العام الجديد ..

في العام الماضي كنّا لانزال معاً .. أعلم جيداً كيف تلقي خبر اعتداء مجهولين _معلومين_علي المصلين الأبرياء خارج الكنيسة بأقصي صعيد مصر ، انطلق يكتب ويغضب ويحزن من كل قلبه ، وبرغم أنه لم يبح بكلمة واحدة إلا أنني أملك مفاتح خريطته نفسه ،

هذا العام كنت أترقب مثله .. أبتهل مثله .. ألا يقتل التطرف والارهاب فرحة الأبرياء بالعيد .. تلقيت مثله تهاني العيد والعام الجديد بقلب قلق وبعبارات غير مفهومة .. أقصي ما كانت تحمله رد التهنئة بعبارات فارغة ،

دق الساعات بكر دقاتها للعام الجديد ... ودق معها قلبينا فزعاً وحزناً وذعراً لمرأي الحادث الشنيع .. وفي هذا العام .ز كان قريبا جدا منّا .. مني أنا علي الأخص .. وبرغم المسافات أحييت ذكري العام الماضي وما تخلله من قضايا طالما ناقشناها واختلفنا حولها

خالد سعيد .. شريط فيروز الجديد..صفقات الغاز .. المحافظ الجديد ..البرادعي والتغيير والمحاكاة السقيمة لأمل عميل .. الانتخابات المزورة .. التوريث .. ارتفاع أسعار السلع الجنوني ..حفلات موسيقي الجاز ..البطالة .. حصار غزة مرارا وتكرارا..معرض الكتاب .. واخيرا .. الحادث المشؤوم

ولكن هذا العام لن نتناقش كثيراً حوله .. لن نتناقش حول أيّ من أمانينا للغد القريب أو البعيد .. لن نعترض معاً علي موقف الحكومة المتساهل مع الخارجين .. لن نفكر معاً في ايجاد حل لمشكلة رغيف الخبز الضروري لمجرد العيش ،

في الحقيقة .. لازلنا نفكر معاً رغم كل شئ .. ربما لاتحاد مقصدنا كما الكثيرين .. وربما لاننا اتحدنا وتوحدنا زماناً فصار اصعب شئ .. ان ننفصل واقعاً

كثيرة هي التفاصي التي تجمع وطن .. وكيرة التفاصيل التي تجمعنا .. وكثير هو خوفي من كثرة التفاصيل التي تفصل بيننا

.

لكل مصري قلب .. ولكن ربما تكون الخدعة أن مصر بلا قلب


0 comments:

Post a Comment

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...