عين الفؤاد



عندما تعمى الأبصار ، تنطلق عين الفؤاد من قلب كل ذو بصيرة وروح صالحه ، لتريه
نور الحقيقة وتنزع عنه قناع التخبط ، تأتيه لتكشف له منابع السعاده الآسره ، تدله علي
رأس الطريق ، تمد له اليد ، تجذبه من بين ضباب الكذب والخداع ، تحمل له راية النصر
علي جيوش الظلام ، تبصر له ومضات الرؤيا الضائعه ، فقط .. عليه أن يراها ، يشعرها
، يعطيها وجودها ، يثق بها حتي تحمله معها ، يفتح لها أبواب الفؤاد حتي تخرج ، ينزع
عنه غمامها ، يطلق لها العنان ، عليه فقط .. هذا الأعمي الفقير ، أن يحتاج غناها ، أن
يفتقر إليها ، تحتاج منه فقط إلي ثقة فيها ، ثم ستحمل عنه أوزاره ، وستحمله معها ،
تهديه في كل خطوة ضياء طريق ، فليمنحها منه بريق الوجود ، ثم ليقف .. دون حراك ،
ينتظر منها هي أن تحمله ، وستحمله ، فقط .. ينقي مكمنها ، ويطهر ذاك الفؤاد ، ذاك
الحامل المقدس لشريفة العيون ، فما أهنأها به وما أبصره بها ، فليلتحما معاً ، يتكاملان
، يتحدا علي ازهاق روح غبار الظلام ، فما هو إلا بضع ذرات صغيره اتحدت .. لتجعل
منه أعمي ، فلينفض وجودها منه ، وليحمل معه عين الفؤاد ، فليتخذها ملكته ،
وليتواضع لها .. فبها .. هو يري ... وإلا .. ستخونه .

0 comments:

Post a Comment

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...