الظل

طريق ملتوٍ و نافذة تختبئ خلف شجرة كبيرة ببيت خلا هو وحده من حديقة ، احتضنته الشجرة كأنما تهديه وجودها حتي لا ينتحب ، والنافذه .. استمرت تحكي كل يوم لصديقتها الشجرة حكايه ، من حكايا أهل البيت ، تتلمس معها حكي السجين ، فكلتاهما شهدت الظل ، طريق ونافذة وشجرة وبيت ، صاروا وجودا واحداً ، يعيش في كنف الظل المهيب ، ثم أتي يوم ، أشرقت الشمس جالبة معها الظل ، إقترب ببطء من الشجرة فثارت قائلة : لست أنا من أظل أحمل طفيلياً عابثاً ، فلترحل عني ما عدت سجينتك ، فتركها غير عابءٍ ، واستدار بهدوء نحو نافذة البيت ، فانتحبت ، بكت بمرار : أهكذا تمر أيامي لا أري الطريق أبداً ولا يأتيني سوي الظل ، إرحل عني .. فلترحل بغير مكان ، تلفت الظل حوله هنينه ثم اتجه مباشرة الي جدران البيت ، هذا الصامت أبدا ، إعتلاه بروية حذره ، فلم يلبث أن اهتز البيت بقوة زلزال وانتفض ، ثم ترك سكونه وصرخ بصوت الرعد عند غياب المطر : ما أنا لك بمريد .. إرحل ،
هنا ثار الظل ، كموج بحر غاضب يقذف لعناته ، لم ينطق بحرف ، بل إنه فقط .. غزا الطريق .

0 comments:

Post a Comment

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...