عازفة الكمان ...

الآن وقد نطقتها ...أمنت لي إجازتي .. للبوح ...
الآن أنت وأنا ... يا كماني .. معاً ..
نعزف سيمفونية النوح ...
قد كان ما ولّي من كل ألحاني ... محاولات فاشلة ..
خربشات .. وربما تمتمات .. من صفح ..
أياكماني! ما عاد أن يرتخي الوتر المشدود ...
الآن .. وفقط ... قد نلت أنت حريتك .. مني .. ومن ذاك الكبت المعهود ...
فيا كماني ... بلغ عن عازفتك ... أقسي درجات الحرية ....
بلغ عن عازفتك .... أعتي موجات الصبر الأبدية ...
أو حتي تحرر منها ... وانهل آنية الثورة ...
ما آن الآن ... يا كماني ...
سوي بعض من رحايا سرمدية ...
مارست كل طقوس الصبر... واشهد أنت ...
الآن ... ما عاد من صمت ولا ... سكون ...
ولا أيُّ نفحات ربيعية ...
سأحكي كل الحكايا ... السوداء !!!
عن ملك الصلّ ...
من أغرق قارب المحبين ...
بين غياهب الضلّ!!!


وعن ملك الصلّ ...
اجمع يا كماني كل أوتارك المفقودة ... تلك التي جلدك بها...
أسياطاً من قاتلة من العذاب المرير ...
كم من مرة انتزعتها من روحي تلك الأوتار ... أحيك بها جراحك ...
تلتئم جراحه ... ويجمعها ... ليجلدني أنا ... مئات المرات !!!
كم من مرة ناولته سيفه العظيم ... ليغمده بي !!!





أيا ملك الصل الأعظم ... سأخبرهم من أنت ..

يغدو ويرحل في صمت ... لا يخلف أثراً ...

يحتضن ضحيته بدفء المحب ..

ويلتهمها ... في صمت الحقد !!

أيا أيتها السفينة ...العظيمة... الرائعة البنيان ...

قد تمزقت أشرعتك كلها ... يا أسفاً .. بين عاصفة الملك ...

وما لعازفة الكمان العاجزة ... سوي بعض الألحان!!!




هاقد تمخض حزن العازفة عن قبر ....
من ماء ورمل ...
وحجر أسود ... وزرع مرّ ...
أدركها أيها الكمان الحزين ... بثها حزنك وألمك الدفين ...
يااااااااااكماني ... بُح عني أحزاني ...


احكِ عن ملك... وسفينة ... وعازفة سجينة ...
سيرة سوداء... قاتمة... قديمة ....
عن غمامة شتوية... لها كل برودة الأجواء السقيمة..
وفراشة واحدة حبيسة الجدران ...
خائفة فزعة ... من عواء الضباع الماكرة .... ساكنة الوديان ...
ومحاولات طيران ...
عقيمة !!!



أعددت طقوس المعزوفة الأخيرة ...


تشنعت فستاني الأسود ...


وملامح شاهد ملطخ بالدماء...


لقبر أبعد ...


دعوت طيور الظلام الحاقدة ...


وصبغت شعري من دم شاهد القبر الأعتد ...


حاولت عبثاً أدفئ يداي الباردتان ...


ضممت قوس الكمان النديّ ...


أغمضت عيناي شديدتا الجفاف جاهدة ...


وابتدأ العزف الخالد ... حتي انتيهت ... ولم يبق سوي ...

حطام ... كمان ... عازف ... الأحزان .

0 comments:

Post a Comment

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...