مرآة عريضة بطول الحائط .. وقَفَت أمامها عارية تماماً ، حيث خلت الحجرة إلا من المرآة والمدفأة ._رغم أن الجو حار بالفعل_ وموقد وكرسي مستدير يحمل شفرة ومقصاً ، وخزانة ملابس عجيبة ، وقفت أمام المرآة مباشرة .. تتحسس قوامها شديد النحول وتراقب في تعجب قطرات العرق التي لا تتناسب أبداً _في نظرها _ مع البرد الشديد الذي يجتاحها من كل جانب ،
قذفت بالمنشفة العريضة من علي شعرها المبلل _الممنطق لحمام ساخن جداً انتزعت نفسها منه عنوة_اقتربت أكثر من المرآة ...تطالع بشرتها المحترقة من أثر المياة الحارة ، غريزياً .. انتقلت عيناها لباب الغرفة المغلق بعدة متاريس كبيرة الحجم ، وانتقلت منه إلي شباك الغرفة المسدود بالحجارة ،
سرت بجسدها رعدة خوف ، واضطربت كفرخ تائه يحلم بالأمان ، نثرت شعرها الطويل الفاحم علي كتفيها .. سارعت لالتقاط المقص والشفرة ،
حلقت شارباً لا وجود له حتي أدمت شفتيها ، ثم جاء دور المقص .. انتزعت من خزانة ملابسها العجيبة قطعة ما ، وأعملت فيها ذاك المقص حتي اهترأت بعثرت قطع القماش في الغرفة .. واختارت منها واحدة معينة جداً ... جمعت شعرها الكثيف وحاصرته بها ، ثم شرعت في ارتداء ملابسها .. مررت عينيها بين محتويات الخزانة العجيبة ، أعادت علي نفسها التذكير بأنه عليها أن تشتري ملابساً أخري .. فتلك المحتواة في خزانتها .. صارت أوسع!
هي .. لم تفقد شيئاً من وزنها منذ فترة طويلة ، لذا كانت ملحوظة عجيبة !
اقتربت من المرآة أكثر .. بذلت مجهوداً خارقاً في تعبئة جسدها النحيل في الملابس بالغة الشعوذة ضيقاً !
شدت أزرارها جيداً ، أحكمت كل الأربطة ، كادت أن تختنق .. لم تزل حتي تتنفس بإستحالة!
أخرجت من خزانتها مذياعاً عتيقاً.. أدارته .. فانطلقت سيمفونية حالمة ... حركت احدي قدميها في شبه حركة .. انكفأت بقوة .. ضحكت ملئ وحدتها حتي تشققت جدران الحائط .. تجاهلت الزلزال وحلقت مع موسيقاها وأنفاسها المكتومة.
0 comments:
Post a Comment