رفيقتي..


كلتانا يجمعنا المكان ... وكلتانا يجمعنا وجود الرفيق ..، لكنها.. كم أحسدها ، أتأمل ضمته لها في حنان، يتقافز من رعشة جفنيها الموشكان علي الانغلاق .. ليعلنا في صخب وديع أمانها التام ... راحة رأسها بين كتفه وعنقه _وكأنه وسادة الأحلام المنسية_ ، أنفاسها الهادئة .. أهدابها المسبلة ،
يديها العابثة تارة بشعر رفيقها أو بقميصه تارة.. أو ربتتها الحالمة علي كتفه من آن لآخر ..
الأمان .. كلمة السر .. ذلك ما ذكرني برفيقي .. لا أوجه الشبه العديدة بيننا ، الأمان .. يتنسم عبيره كل من يفتقده حقاً .. كل من رآه ولو لمرة طيفاً راحلاً .. وأنا .. ذات حياة .. كنت أرفل في ثياب الأمان المقدسة ..
وكل هذا يذكرني برفيقي .. ورفيقها أيضاً .. كم أحسدها عليه .. رفيقي يصطنع الاهتمام .. التواجد .. المشاركة .. رفيقي .. رسمة رديئة لملامح المشاعر المصطنعة ، ماذا يربطني به ؟؟ ربما لأن علاقتي به من هذا النوع من العلاقات التي _لا يقطعها الا الموت_ ولكن .. كيف لإنسان حر مخير ألا يكون له الحق في اختيار رفيقه ..؟
هكذا كان يومي .. يوم قابلتها .. هكذا هي حياتي منذ اربع سنوات .. أرافقه بلا ادني رغبة مني في ذلك ، أبحث عن الأمان المحفور بئره بين يديه لي ولا أجده .. بل إنه يستجدي أماني ويلتهمه وسنبقي هكذا إلي أن يقتل أحدنا الملل، .. وهي .. في منتهي السعادة ، حاولت أن أحادثها .. أقتطع عليهما وصلة الأمان الحارة .. ولكن قلبي لم يهاودني .. ارتميت إلي جانب رفيقي مستسلمة لحالي.. أتأملهما معاً .. وهو يكاد يغط في النوم ، ضمته لها .. يرفعها قليلاً عن الأرض _طالما تمنيت مثل تلك الضمة_ .. ضغطته الخفيفة يقربها منه .. أنفاسه تدغدغ عنقها في رقة .. آه .. من آن لآخر يهمس لها بكلمة من بضعة حروف .. تتبسم رغم ألم تنبأت لغوره في روحها فجأة ..
تري .. رفيقها كرفيقي لوحة سيئة الصنع ولكنه متقن توزيع الألوان ..؟
أم تراها تتألم مثلي .. من أجل كل شئ وبلا أدني شئ ..؟
تلفت حولي ..رفيقي علا صوت نشازه المنفر .. ألمها يزداد .. رفيقها زاد توتره .. علا صوته يطلب الطبيب والممرضات ..
وأنا .. أنا سَرِحةٌ في قدميها .. نعم .. قدميها .. تلك اللتان لم تطولا الأرض بعد .

0 comments:

Post a Comment

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...